السبت، 2 ديسمبر 2017

الفلسفة الأمازيغية (01) : عن الفكر والتّراث الفلسفي الأمازيغيين:


بقلم: بلقاسم سعيد مليكش



أولا  قبل أي شيء آخر، يجدر بنا التنبيه إلى أن التراث الأمازيغي في جوهره وطبعه ملك للإنسانية، كما هو ملك لجميع سكان “شمال إفريقيا”(ثامزغا)، الأمازيغ إن بالأرض أو إن باللغة واللسان، كما قال معتوب لوناسMatoub Lounes  رحمة الله عليه بما قدم. وإنه ملك لجميع سكان شمال إفريقيا (ثامزغا) سواءا كانوا مستعربين، “مستفرنسيين” أو “مستمزغين”. فكلما تنوع التراث كلما إغتنى وأغنى. ومن واجب كل “شمال-إفريقي”، من أرض ثامزغا، الدفاع عن هذا التراث كجزء من مكونات شخصيته الفخورة بذاتها المتشكلة وأصلها المشكل، كاملين متكاملين. فلا معرفة وندية للآخر، ولا احترام وعزة، إلا بمعرفة الذات. ولا تتحدد الذات المحترمة بالآخر، وإنما يتحدد الآخر بعد و/أو بـ تحديد الذات احتراما وعزة “هوويين”. فالعلاقة مع الشيء أو الغير، فرع من تصورك له، وتصورك للغير، “موشور” لتصورك لذاتك في علاقتها مع نفسها كغير، ومع الغير بالجملة، كذات “مسقطة” جزئيا([1]). كما يجدر التنبيه أيضا، إلى الامتناع عن رد التراث الأمازيغي إلى الجانب “اللغوي” فقط، لأن الأمازيغ ساهموا في كل الأنشطة الفكرية والحضارية عبر التاريخ. ومن هنا لزم منا الاهتمام بتاريخ الفكر الأمازيغي، والفلسفي منه بشكل خاص، باعتباره أشمله وأجرده. وحصر الأمازيغية في اللغة، هو أمر خطير جدا، فالأمازيغية بعد تاريخي وجودي وفكر وثقافة، وعادات وتقاليد، وخاصة قيم هرمية في نظام بقيم. فالأمازيغية هي على منوال ما ذكر في القرآن الكريم: “زيتونة لا شرقية ولا غربية….”. مع أننا لا ننفي أن الأمازيغية قد تأثرت كثيرا بالإسلام (لأسباب متعلقة بـ “التوحيد” Unicité de Dieu الأمازيغي المسيحي ما قبل الإسلامي) كما أثرت فيه في الكثير من الممارسات الدينية الإسلامية المغاربية المختلفة عن الممارسات الإسلامية لشعوب أخر منحت هي أيضا خصوصياتها لممارساتها الدينية. وذلك الإهتمام الفكري العملي، خاصة الآن، هو الفصل “النوعي” النضالي الذي نقص وينقص الأمازيغ لإثبات وجودهم، و”أنطولوجيتهم”، وتكملة حركتهم تاريخيا، ومعاصرة، كدور لهم ينتظرهم، آتى زمانه على مسرح العالم. وهذه السلسلة من المقالات مساهمة في إجلاء و رفع التغييب المقصود والمفتعل الذي لحق تاريخ شمال-إفريقيا (ثامزغا) وفكره بشكل خاص، وإفريقيا (“ثافريقث/ثافركا”) بشكل عام. هذه السلسلة من  المقالات، إحياء ورفع فعلي وعملي تأسيسي، في المجال الفكري النظري أولا، لشعار “الأقليذ” (الملك) الأمازيغي “ماس-انسن” / ماسينيسا (أي بمعنى: سيدهم): “ثافريقث انـ يافريقن (“إفريقيا الإفريقيين” أو “إفريقيا للإقريقيين”)، بحيث أن كلمة إفريقيا هي من “ثافركا” بالأمازيغية، والتي تعني “الأرض” و”الملكية”. وبالتالي يكون الشعار: “أرض أصحاب الأرض/ الأرض للأصحاب الأرض” أو “ملكية المالكين/ الملكية للمالكين”......اقرأ المزيد على الرابط التاليبلقاسم سعيد مليكش: الفلسفة الأمازيغية 01

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق